منتديات فنون تلفزيون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات فنون تلفزيون

منتدى خاص
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة قصيرة :غيبه طويلة...!!

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
البــــرنـــــــس
Admin
البــــرنـــــــس


عدد المساهمات : 302
تاريخ التسجيل : 01/04/2010
الموقع : مجهول

قصة قصيرة :غيبه طويلة...!! Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة :غيبه طويلة...!!   قصة قصيرة :غيبه طويلة...!! Icon_minitimeالخميس أبريل 08, 2010 2:56 pm

الكاتب: أنس أبوسعده - هولندا
لا أحد يمكنه أن يتخيل فرحة إبراهيم تلك الليلة..! حتى وجهه الاسمر تغيرت ملامحه وهو يصعد الى سطح بيتهم الملحق "بالعقد القديم" والمطل على الجامع الوحيد في قريتهم.. كل شيء في عينيه ربيع كما هي تلك الليلة، ليلة الثالث من نيسان أبريل من العام 1948م.. لم يكن للتاريخ هذا علاقة بربيعه هو بشكل مباشر ولا بالمنظر الآخاذ الذي يطل عليه من المكان الذي اختاره في ركن سطح بيتهم في قرية "قالونيا" – محافظة القدس والى الشمال الغربي منها.. هذا المكان الذي كان يطل على تلال زينّتها الاعشاب الخضراء والنرجس وزهرات الاقحوان الحمراء وأشجار الزيتون المنتشرة على مدى النظر والرؤيا.. فرحته كانت وفي تلك الليلة بالذات لليلة عرسه على من أحب منذ عرفت عيونه التميز بين الالوان.. ومنذ أن غنت عيناه وتراقص قلبه لفتاة عمره التي عرفها وتقابلت عيناهما أكثر من مرة وهي تساعد جدها في الحقل القريب من مدرسته وبيته في نفس الحارة وفي نفس القرية..

"أحلام" هي فتاة أحلامه التي تصغره باربع سنوات وهي بالنسبة له ملكة جمال الكون وقمة احلامه واخرها.. بنت الحاج علي صاحب دكان البقالة التي في حارتهم وصديق والد إبراهيم المقرب الاستاذ أحمد.. أستاذ أحمد مدرس مدرسة قالونيا الوحيد الذي تخرج على يديه أجيال كثيرة ومنهم إبراهيم نفسه الذي أوصله الى الاعدادية (المترك) فاصبح بهذه الشهادة زميلاً لوالده في نفس المدرسة.. قبّل يد أبيه وأمه قبل أن يهم بالصعود على سلم السطح مبتسماً لوالدته وهي ترمقه بفخر وأعتزاز وأمل.. "الله يرضى عليك يامه وينّولك الي في بالك ويتمملك بخير يا رب".. يتمتم إبراهيم في داخله: يا رب، يا رب، يا رب.. جوانحه كلها تكرر الدعاء مرات ومرات ويزيد عليه: غداً فرحتي.. غداً عرسي... غداً لنا لقاء يا أحلام في بيتنا الخاص الذي أعددناه سوياً بعد كتب كتابنا الصيف الماضي.. هذا البيت الذي أحلم أن يكون عش زواجنا الحنون والقريب من الاهل الذين نحب.. يتمتم وبصوت أقل حده: لن أنام الليلة..! سأترك لخيالي العنان لاتخيل شكل عرسي غداً.. أين سأجلس أنا؟ وفي أي مكان في ساحة الحارة؟ وأين سيكون مكان الاقارب والاصدقاء والاحبة؟ ماذا سيغنون لي بهذه المناسبة: على دلعونا وعلى دلعونا..؟ بماذا تفكر أحلام الان؟ وكيف سيكون يا ترى عرس النساء؟ كيف سيكون وجه أحلام في تلك الليله؟ ما حجم سعادتها وفرحتها؟ ليتني أعرف الان مشاعرها وحجم فرحتها؟؟ ليتني وليتني...

إبراهيم..إبراهيم.. إبراهيم.. صوت يقترب شيئاً فشيئاً من اذنيه.. فيجيب بهدوء ممزوج بالفرح: لم أنته بعد عزيزتي من تحضير نفسي.. مهلاً ..مهلاً.. يرتفع الصوت أكثر فأكثر ويكون هذه المرة بشئ من الاستجداء والخوف..! يرد إبراهيم وهو يقاوم الخروج من نومه العميق وحلمه الذي وصل الى قمته، فقد كان يغط بالنوم بعد أقل من دقيقة واحده من وضع رأسه على مخدته..! ارتفع الصوت المتوجه اليه طلباً للنجده: إبراهيم.. إبراهيم.. إبراهيم يامه..

عصابات "شتيرن" تهاجم القرية وتقتل الشباب والرجال والنساء وتدمر البيوت..!! "فيق يامه.. الحق أبوك شوف وين راح"..!! يفيق إبراهيم مذعوراً على واقع اخر..!؟ هجوم على القرية من قطعان العصابات الصهيونية وبحجم أضعاف أضعاف المرات السابقة.. خرج راكضاً من باب المنزل واول ما وقعت عليه عيناه هو جثة والده ملقاة على مدخل الحارة والجميع من أهل القرية يركضون ويهرولون الى لا مكان.. الصراخ والعويل ينتشر في الارجاء بقوة وبدون حدود.. يلمح إبراهيم من بعيد قطعان العصابات ومعهم جنود مدججون بالسلاح يهاجمون البيوت على مدخل حارتهم وقت طلوع النهار.. يسرع إبراهيم ومعه شاب من جيرانه لحمل جثة والده ويدفنها في "حوش" بيتهم وهو يصرخ على أمه واخوته الصغار أن يجمعوا ما خف حمله وغلا ثمنه.. وقبل أن يغادروا المنزل ركض إبراهيم الى بيت من كانت في تلك الليله ستصبح زوجته.. ضرب على باب البيت بيده مرات ومرات فلم يجب أحد..! دخل البيت ليصدم بحجم الدمار فلا يرى سوى الرماد والدخان وبقايا نار اشُعلت عن عمد..! انتشرت رائحة الموت وغطت كل الاجواء وأخذت الرياح والوحشية كل أحلامه الكبيرة وفرحته القصيره..!! لم تنزل له دمعة واحدة وحمل عائلته وامتعتهم على حصان كان لجده ومشى معهم الى المجهول..

استقر الحال بهم بعد أكثر من عشرة أيام متواصلة المقام في إحدى ضواحي عمان الشرقية.. لم تكن هناك بعد مخيمات أو مباني لكن العائلة حصلت لحسن الحظ على خيمة مناسبة لعددهم، حمتهم من برد الليل لكن لم تحميهم من مأساتهم ومن الاسباب التي دفعتهم لترك بيتهم وأرضهم بدون أي ذنب اقترفوه.. عيونهم عبأها الحزن والاسى لفقدان الاعزاء والاهل والاحباب هكذا في لمح البصر.. بقي الحزن والاسى يواكب حياتهم وايامهم التي كانت تمر ببطء شديد ومعها تساؤلات كثيره عن مصير الاحبة الذين وقبل أن يكون اللقاء والسكون اليهم قابلتهم الايادي الغادرة بالطرد والتهجير والقتل ومستقبل مجهول.. أين أنت يا أحلام؟ واين أنت يا حاج علي؟؟ أين أرواحكم الطاهرة وأرواح كل سكان قريتنا التي دمرها كما دمر الكثير من القرى من لا يعرف للانسانية طريق؟ هل أنتم على الارض أم أرواحكم في السماء؟؟ لم يكن لاي سؤال من الاسئلة الكثيرة التي كررها إبراهيم ووالدته وكل من كان معهم الى هذا المستقر الجديد.. بعد أشهر قليلة وجد إبراهيم عملاً متواضعاً في مدرسة من الصفيح أنشاءها أهل المخيم الذي يسكن في احدى خيمه هو وأهله أو ما تبقى منهم.. كان عملاً بسيطاً ودخلاً أبسط لكنه رضي به ولو مؤقتاً كي يستطيع تغطية مستلزمات الحياة الجديدة والتي كانت لبساطاتها لا تحتاج الى الكثير..

مرت السنوات ثقالاً كثقل الفاجعة والنكبة التي حلت بهم وبكل من ترك بلده وأرضة مضطراً.. تأخرت وتراجعت كل أحلامه وطموحاته ومعه زواجه وممن..؟؟ من فتاة أحلامه وقريته وحبه الاول وقد يكون الاخير.. كبر عمره الذي ضاعفه الحزن والكمد وزادت الضغوطات عليه من الجميع والمسؤولية أيضاً.. فالكل من عائلته وجيرانه الجدد الذين لم يعودوا جدداً بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على جيرتهم في هذا المخيم بدأوا يطالبونه بالزواج.. حتى أن الكثير من معارفه بدأ وزملائه في المدرسه يعرضون عليه الزواج من إحدى قريباتهم ومن نفس اللاجئين من قريتهم "قالونيا".. فأمه بلغت من العمر عتيا وأصبحت في حاجة ماسة لمن يساعدها في البيت وفي مرضها، فلم يكن لإبراهيم أخوات من الاناث.. لم يقتنع إبراهيم باختيار زوجة أخرى غير أحلام.. حتى ولو بعد هذه السنوات الطوال التي لم يصله خلالها أي أخبار عنها..! ولو حتى كل الاصوات والاسباب التي تدعوه للزواج مقنعة ومنطقية.. بقي في قرارة نفسه يرفض أن تسكن قلبه فتاة أو امرأه أخرى غير أحلام التي أحبها وأخلص لها كما هي منذ عرفها وقررا الارتباط والاقتران معاً.. لكن الضغوط وحاجة أمه لمن يعينها اضطرته لان يبحث عن عمل اضافي في المساء اضافة الى عمله في المدرسة صباحاً.. بعد بحث قصير وجد إبراهيم مكانا للعمل في متجر لبيع الملابس الجاهزة في سوق المدينة الرئيس.. ومع أن عمله الجديد أصبح يدر عليه دخلاً معقولاً بالاضافة الى دخله الاصلي من المدرسة الاّ ان المبلغ بقي بسيطاً ولا يكفي لانشاء بيت جديد مع مصاريف الزواج وتبعاته.. ومع كل حساباته وجد أنه بحاجة الى مهلة اضافية للعمل وأكثر من ثلاث سنوات كي يستطيع الاقدام على هذه الخطوة وذلك مع مساعدة من والدته ببيع بعض مصاغاتها التي بقيت معها بعد تهجيرهم القصري.. ثلات سنوات من عمره اي بعد ثمانية عشر عاماً من موعد زواجه الاول من أحلام..!! سيحاول إبراهيم تجرع المرارة وتناسي الاحلام والاوجاع وحبه القديم ليتأقلم مع الحياة التي فرضت عليه من المحتل والغازي لارضه.. كان عمله في المتجر هو محاسبة الزبائن قبل خروجهم منه.. وفي مساء يوم وبعد أكثر من عامين ونصف من عمله في هذا المتجر وبينما هو يحاسب إحدى الزبائن وقعت عيناه على وجه فتاة اهتز لها كل جسده..!! كانت تمد يدها بالمال لتدفع ثمن الاغراض التي أشترتها من المتجر ومعها طفل صغير يمسك بيدها الاخرى.. فإذا بالمال يسقط من يدها وإبراهيم يسقط مغشياً عليه..!! يهرع أحد زملائه اليه ويرش بعض الماء على وجهه وهو ينادي إبراهيم باستهجان: إبراهيم.. ما بك..؟ وعندما يفتح إبراهيم عينيه يصرخ من أعماق قلبه والدمع متجمد فيها: أحلام.. أحلام..؟؟!
أحي أنا أم ميت؟؟

أأحلم أم هي الحقيقة..؟؟!!

نعم أنا أحلام يا إبراهيم..!!! أحلام حبيبتك وزوجتك..

أين كنت يا ابن الحلال كل هذا الوقت..؟؟

أين أنت..؟

لقد هربنا من البيت يوم هاجمنا قطعان الصهاينه في تلك الليله وأتينا الى هنا منذ ذلك ونعيش في عمان مع أهلي وأعمامي.. ولم أقبل الزواج من غيرك لحد الان فلا تجزع فهذا الطفل ابن أخي.. لقد كان الامل دائماً بداخلي أنك ما زلت تعيش وعلى قيد الحياة.. فأين تعيش أنت الان..؟؟؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arttv.roo7.biz
دلوعة حبيبى

دلوعة حبيبى


عدد المساهمات : 782
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
العمر : 30
الموقع : دير البلح

قصة قصيرة :غيبه طويلة...!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة :غيبه طويلة...!!   قصة قصيرة :غيبه طويلة...!! Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 13, 2010 9:09 am

كثير كثير حلووووووووووووووة

ما ننحرم منك يا رب

تحياااااااااااااتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




قصة قصيرة :غيبه طويلة...!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة :غيبه طويلة...!!   قصة قصيرة :غيبه طويلة...!! Icon_minitimeالسبت مايو 01, 2010 3:07 am

مشكووووور
كتيرررر
عللللى
المووووضوع
الروووووعة
تحيااااااتي
الامبراطور الحزين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة قصيرة :غيبه طويلة...!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصص قصيرة غير شكل
» مجموعة قصص قصيرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات فنون تلفزيون  :: الِمًنتٍديًاتِ الأ‘دٍبيًةْ :: | | اِلقًصٌٍصٍ ًو اًلٍروًياِتَ-
انتقل الى: